2025-07-04 16:16:36
في 16 يونيو 1982، شهدت مدينة خيخون الإسبانية واحدة من أكثر المباريات إثارة للجدل في تاريخ كأس العالم، عندما واجهت الجزائر ألمانيا الغربية في المجموعة الثانية. كانت هذه المباراة بمثابة صدمة كروية حقيقية، حيث تمكن الفريق الجزائري، الذي كان يخوض أول مشاركة له في كأس العالم، من تحقيق انتصار تاريخي بنتيجة 2-1 على العملاق الألماني.
البداية المفاجئة
من الدقائق الأولى، أظهر الجزائريون روحًا قتالية غير متوقعة. في الدقيقة 54، سجل اللاعب الجزائري رابح ماجر الهدف الأول بعد تمريرة دقيقة من صالح عصاد، ليهز شباك الحارس الألماني هارالد شوماخر. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي الدقيقة 68، تمكن الجزائريون من مضاعفة النتيجة عبر هدف جميل من لخضر بلومي، ليصبح النتيجة 2-0.
رد الفعل الألماني
لم تستسلم ألمانيا، وبدأت تضغط بقوة في الدقائق الأخيرة. في الدقيقة 67، تمكن كارل-هاينتس رومينيغه من تقليص النتيجة بهدف ألماني، لكن الدفاع الجزائري الصلب تمكن من الصمود حتى صافرة النهاية، ليكتب التاريخ بانتصار غير متوقع.
تداعيات المباراة
هذا الانتصار لم يكن مجرد فوز عادي، بل كان رسالة قوية للعالم بأن كرة القدم ليست حكرًا على الدول الكبرى. ومع ذلك، تلا المباراة جدل كبير بسبب “مؤامرة خيخون”، حيث تعمدت ألمانيا والنمسا لعب مباراة مخزية في الجولة الأخيرة لتأمين تأهلهما على حساب الجزائر، مما دفع الفيفا لتغيير نظام المجموعات في البطولات المستقبلية.
إرث المباراة
حتى اليوم، لا يزال انتصار الجزائر على ألمانيا في كأس العالم 1982 مصدر فخر للجماهير العربية والإفريقية. لقد أثبتت هذه المباراة أن الإرادة والمهارة يمكن أن تتغلب على التوقعات، وأن كرة القدم مليئة بالمفاجآت التي تخلد في الذاكرة الجماعية.
هذه المباراة لم تكن مجرد حدث رياضي، بل كانت لحظة تاريخية أعادت تعريف معنى المنافسة في كأس العالم، ولا تزال تذكر كواحدة من أعظم المفاجآت في تاريخ البطولة.
